أينشتاين و هاوكينج : أراء و معتقدات (ترجمة: هيثم أحمد)

بسم الله الرحمن الرحيم

ملحوظة مهمة:- قد يحتوي كلامهم على كفريات مخالفة لعقيدة الإسلام فاعذروني و ناقل الكفر ليس بكافر.
-----------------------------------
سئل ألبرت أينشتاين : " هل تؤمن بوجود إله ؟ " ؛ فقال : " أنا لست ملحدا . أنا لا أعتقد أنني أستطيع أن أطلق على نفسي أنني مؤمن بوحدة الوجود . هذه الإشكالية المطروحة بعيدة جدا عن عقولنا المحدودة . إننا و كأننا في وضع طفل صغير داخل مكتبة هائلة مليئة بالكتب و بجميع اللغات. و الطفل يعلم أنه لا بد أن يكون هناك شخص ما قد كتب هذه الكتب و هو لا يعلم كيف كتبها و لا يفهم اللغات التي كُتِبَت بها . هذا الطفل بلطف و خفوت يظن أن هناك أمر غامض في ترتيب هذه الكتب و لكنه لا يعلم ما هو . و هذا كما يبدو لي هو موقف أذكى إنسان نحو الله .
نحن نرى الكون مرتبا بطريقة رائعة مطيعا لقوانين معينة محددة و لكننا فقط و بشكل خافت نكاد نفهم هذه القوانين ."

و سئل : " هل تؤمن بالخلود ؟ ؛ فقال : " لا , و حياة واحدة تكفيني . "
في برقية , أجاب أينشتاين على السؤال : " هل تؤمن بوجود إله ؟ " ؛ فقال : أنا أؤمن بإله سبينوزا الذي يكشف عن وجود نفسه عن طريق وجود تناغم محكم و مقنن لكل ما هو موجود , و لكنني لا أؤمن بإله يهتم و يتدخل في أقدار و مصائر و أفعال البشرية . "
نقلا عن مجلة التايم , 16 إبريل 2007

إن أينشتاين اعتقد أن الطبيعة قد صنعت بذكاء من هذه القدرة العليا . و إن التفكير المنظم و أفعال البشرية لا تمثل سوى إنعكاسا ضئيلا مقارنة بهذه القدرة .

" إنني أرى وجود نمط , و لكن خيالي لا يمكن أن يتصور أو يرسم صورة لخلق هذا النمط . أنا أرى ساعة ,و لكنني لا أستطيع تصور صانع هذه الساعة . إن العقل البشري غير قادر على تصور و احتواء الأبعاد الأربعة للكون فكيف يمكن تصور أو رسم صورة للإله و الذي عنده الألف سنة و الألف بعد شيء واحد ؟ " . ( أينشتاين المشهود له , صحافة جامعة برينستون , سنة 2000, صفحة 208 ) .

" نحن لا نعلم شيئا عن الإله و العالم على الإطلاق . كل ما نعلمه ما هو إلا كمعرفة أطفال المدرسة . قد يكون محتملا أن نعلم في المستقبل قليلا أكثر مما نحن عليه الآن , و لكن لن نعلم أبدا أبدا و بشكل تام ما هي الطبيعة الحقيقية للأشياء . ". ( نفس المصدر السابق صفحة 208 )

" إن كل من هو مولع بجدية بالسعي وراء العلم أصبح على قناعة تامة بأن هناك روح خفية قائمة بكل قوانين الكون , روح عظيمة التفوق و السيادة على روح الإنسان بشكل هائل . و إن أحدنا في في وجه هذه القوة لا بد و أن يشعر بالضآلة و التواضع أمامها . " ( ألبرت أينشتاين قرب إنتهاء حياته ) .

" و بعد ؛ فإن هناك من الملحدين المتعصبين و الذين لديهم تعصب بنفس القدر الذي يملكه المتعصبون الدينيون و هذا الفكر من نفس المصدر
فأنا أريد أن أعلم كيف خلق الله هذا العالم . أنا لست مهتما بهذه الظاهرة أو تلك في ضوء هذا العنصر أو ذاك . أنا أريد أن أعلم أفكاره و حكمه . و الباقي تفاصيل لا تعنيني . " ( أينشتاين المشهود له )

=============================================

ماذا عن ستيفين هاوكينج ؟ و ما هو مذهبه ؟

" إن الأشياء العجيبة الغريبة الشاذة التي تقابل عالما مثل عالمنا و الناشئة عن شيئ ما كالانفجار العظيم هي عديدة و هائلة . أنا أعتقد أنه يوجد بوضوح آثار و توريطات دينية عقدية عندما تبدأ في مناقشة أصل الكون . "

" إن النقطة الحقيقية للخلق تقع خارج نطاق و مدى القوانين الفيزيائية المعهودة حاليا . "

" إن قوانين العلم تقرر نشوء و تطور الكون و إن الله قد يكون و قد لا يكون قد خلق هذه القوانين , و لكنه لا يغير التدخل فيها و إلا لن تكون قوانين بالمعنى . "
" أعتقد أني قد تركت مسألة و جود قوة عليا مسيطرة مسألة مفتوحة تماما . و سيكون من المطابق لكل ما نعرفه أن نقول أنه كان يوجد قدرة ما و كانت مسؤلة عن كل قوانين الفيزياء و الطبيعة ."

" و طالما أن الكون كان له بداية فإن علينا أن نفترض و نزعم أن له خالق ( جدليات علم الكونيات) . و لكن إن كان الكون هو في الواقع قائما بذاته تماما و ليس له حدود أو حواف , فإن معنى ذلك ببساطة أنه ليس له بداية أو نهاية و يس هناك أهمية لوجود خالق ."

" حتى لو كان هناك فقط نظرية واحدة موحدة محتملة , ( يشير هنا إلى توحيد متصور لمفاهيمنا لميكانيكا الكم و الجاذبية ) ؛ فإنها فقط مجرد مجموعة من القواعد و المعادلات . فما هذا الذي ينفخ النار في المعادلات كالساحر بعبثية و يخلق كونا من أجل هذه المعادلات لكي تصف هذا الكون ؟ "

" إن فكرة أن الله ربما أراد أن يغير رأيه لمثال لخطأ تخيل إله كأنه كائن يحده الوقت و يحيط به , أشار هنا إلى مغالطة القديس أوغستين ,. إن الوقت خاصية فقط من خصائص الكون الذي خلقه الله . و من المفترض أن الله قد علم ما نوى أن يفعل عندما أنشأ هذا الكون . "

" من الصعب مناقشة بداية الكون بدون ذكر مبدأ الإله . إن عملي بخصوص أصل الكون على خط الحدود و الوسط بين العلم و الدين , و لكني أحاول أن أكون على الجانب العلمي لخط الحدود . و من الممكن تماما أن الله يتصرف بطرق لا يستطاع وصفها بالقوانين العلمية . "

----------------------------------
مترجم عن المقالة رقم 14 في مدونة وهم التطور ev-illusion.

هناك 5 تعليقات:

  1. غير معرف7/15/2013 1:35 ص

    ماردك على تغيير هوكينح منهجه اذ انكر في الاونة الاخيرة الحاجة الى خالق؟ يقول انه منذ لحظة الانفجار العظيم والكون يتمدد. أنا لا اوافقه رأيه.

    ردحذف
  2. أنكر هاوكنج بناء على شبهة موضوعية، قمت بمعالجتها سابقا في سلسلة الرؤية الإسلامية للعالم.

    بناء على تلك الرؤية فإن الانفجار العظيم وتمدد الكون مسألة علمية وليست فلسفية، فبالتالي لا يحق لها أن تحكم بعدم الحاجة لخالق، فالحاجة للخالق أخص من هذه المسألة بالتحديد.

    أرجو منك الرجوع للسلسلة المذكورة آنفا للاطلاع على مشاكل الماديين العويصة في تفسير وجود المادة ابتداء واستمرارا.

    مع الشكر والتحيات

    ردحذف
  3. غير معرف12/18/2013 9:36 م

    انا ملحد وقد بدات منذ الاونه الاخيره اشعر بحاله احبااااااااااط شدييييييييييده جدا جدا وخوووف رهيب جدا جدا من تقبل فكره الموت النابعه من معتقداتي الالحاديه
    حيث اني نسبه لمعتقداتي الالحاديه اعتقد ان الانسان بعد الموت سيعود لنفس الحاله التي كان عليها قبل الولاده
    حيث ان الانسان وكيان الانسان نسبه للادله العلميه توضح لنا فقط ان الكيان موجود بوجود الانسان كجسد
    فعندما يفنى جسد الانسان من ضمنه الدماغ حينها ينتهي كيان الانسان ويصبح بنفس الحاله التي كان عليها قبل الولاده

    فاذا فكرت بهذه الفكره ستشعر بخووووووف شديد جدا جدا ( قد يتقبلها بعض الاشخاص ) لكني انا لم استطيع تقبلها نهائيا وكذالك فكره الحياه الابديه مخيفه كذالك ولا يمكنني تقبلها

    فكما يقول احد الفلاسفه الذي قرات عنه في كتاب ريتشارد داوكنز ( الموت والجنس والحياه ) يقول الفيلسوف ( من قال انه لا يخشى الموت فهو كاذب ومن قال انه لا يخشى الحياه الابديه فهو كاذب )

    وكذالك يشرح لنا ريتشارد داوكنز في كتابه ذاته المذكور اسمه اعلاه يشرح لنا قائلا
    الخوف من الموت نابع من مشاعر تطورت مع الانسان نسبه لنظريه ( التطور النفسي ) وهو مشابه لنظريه داروين من ناحيه تطور الكائنات لكنها من الناحيه النفسيه

    ويقول ريتشارد مقتبسا من احد علماء التطور النفسي قائلا الخوف من الموت موجود منذ وجود اول ديانه
    وتقريبا الخوف من الموت موجود لدى الانسان منذ بدايته وهو موجود كذالك مع جميع الكائنات الحيه
    حيث ان جميع المخلوقات تتطور لكي تبقى على قيد الحياه اطول فتره ممكنه وتنجب اكبر عدد ممكن ثم تموت

    لكن يبقى السؤال ؟ لماذا لم تطور المخلوقات تقنيه تمنع الموت ( رغم ان الموت فقره اساسيه مهمه جدا من ناحيه حياه الكائنات والتطور )


    هذا السؤال يبقى بدون جواب


    كذالك كان هناك سؤال اخر يواجهني

    في الحقيقه لا يزال العلماء يجهلون الكثير عن الاحلام

    مثلا انا اضع هذا السؤال التالي

    احيانا يتمكن العقل من عرض حلم يستغرق ساعات في عرضه لكنه يحصل فقط خلال ثواني من النوم

    كذالك احيانا يستعرض العقل حلم يستغرق ثواني فقط في عرضه ويحصل خلال ساعات طويله من النوم


    لذالك اتساءل ؟ هل العقل مرتبط بشيء خارج نطاق الزمان ؟
    هل العقل قااااااادر على عزلنا عن الزمان بشكل ما ؟



    ويا عزيزي مع موضوعك هذا ومع اقوال مثل هؤلاء العلماء الذي فعلا لديهم رصيد هائل في مجال البشريه

    فانا فعلا بدات اعتقد ان هناك قوه خفيه تشبه ما يتحدث عنه هاوكنج وما تتحدث عنه البوذيه

    هناك شيء ليس له ذات وليس له شخصيه لكنه موجود ويشمل كل شيء ونحن لا نعلم عنه شيء ولا يمكننا ان نعلم

    لان الامر اشبه باننا نقطه على صفحه سوداء هااااااااااااااائله الحجم

    نحن نقطه بيضاء من الحبر على صفحه سوداء هائله الحجم

    فاذا سالت احد الاشخاص الذين يعيشون على هذه النقطه البيضاء عن ماهو الون الاخضر ؟ فانه يستحيل ان يعرف عنه ادنى فكره


    لذالك اعتقد اني بدات اميل نحو فكره الربوبيه المشابهه لما تحدث عن العلماء اعلاه وما تحدثت عنه البوذيه

    لكي اتمكن من تقبل فكره الموت والعيش بقيه حياتي


    اكرر شكرا لك على هذا الموضوع الرائع جدا

    ردحذف
  4. عزيزي

    أحترم جدا رأيك، وأكبر فيك روحك الباحثة ومحاولاتك الموضوعية، وأقدر أدبك العالي في الطرح والحوار.

    لكي تستفيد أكثر أحيلك لسلسلة الرؤية الإسلامية للعالم الموجودة في مدونتي، حيث إني عالجت فلسفيا هناك جل المشاكل التي تطرق ذهنك الوقاد.

    كل احترامي وتقديري

    ردحذف
  5. السلام عليكم ورحمة الله
    الإنسان لديه عقل لازم يفكر به في هذه المخلوقات العظيمة وفي نفسه اكبر اية داله على وجود الله سبحانه وتعالى وكذالك القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فكيف تذكرون وجود الله سبحانه وتعالى
    بالنسبة للأخ الذي شعر بالإحباط والخوف من الموت
    يجب عليك محاسبة نفسك والرجوع إلى الخالق سبحانه و تعالى ولن تحس إلا بالطمأنينة والسكينة

    ردحذف