الدليل العقلي على إثبات وجود الصانع الحكيم سبحانه

بسم الله الرحمن الرحيم

قبل أن ندخل في الحديث عن الدليل العقلي على إثبات الصانع سبحانه وتعالى يجب أن نتساءل ما هو الدليل العقلي وما الفرق بينه وبين الدليل العلمي وما هي أقسام الدليل؟

إن الدليل يتقسم إلى ثلاثة أقسام وهي الدليل الرياضي والدليل العلمي والدليل العقلي (الفلسفي).

فالدليل الرياضي هو الدليل الذي يستعمل في مجال الرياضيات البحتة والمنطق الصوري (الشكلي) ويقوم هذا الدليل دائماً على مبدأ أساسي وهو مبدأ عدم التناقض القائل: أن (ا) هي (أ) ولا يمكن أن لا تكون (أ)، فكل دليل يستند إلى هذا المبدأ وما يتفرع عنه من نتائج فقط نطلق عليه اسم الدليل الرياضي وهو يحظى بثقة من الجميع.

والدليل العلمي هو الدليل الذي يستعمل في مجال العلوم الطبيعية، ويعتمد على المعلومات التي يمكن إثباتها بالحس أو الاستقراء العلمي إضافة إلى مبادئ الدليل الرياضي.

والدليل العقلي هو الدليل الذي يعتمد لإثبات واقع موضوعي في العالم الخارجي على معلومات عقلية (المعلومات العقلية هي المعلومات التي لا تحتاج إلى إحساس وتجربة) إضافة إلى مبادئ الدليل الرياضي.

وهذا لا يعني بالضرورة أن الدليل العقلي لا يعتمد على معلومات حسية أو استقرائية. وإنما يعني أنه لا يكتفي بها بل يعتمد إلى جانب هذا أو بصورة مستقلة عن ذلك على معلومات عقلية أخرى في إطار الاستدلال على القضية التي يريد إثباتها. فالدليل العقلي إذن يختلف عن الدليل العلمي في تعامله مع معلومات عقلية لا تدخل في نطاق مبادئ الدليل الرياضي.

وعلى أساس ما قدمناه من مفهوم الدليل العقلي قد نواجه السؤال التالي: هل بالإمكان الاعتماد على المعلومات العقلية أي على الأفكار التي يوحي بها العقل بدون حاجة إلى إحساس وتجربة أو استقراء علمي؟.

والجواب على ذلك بالإيجاب، فان هناك في معلوماتنا ما يحظى بثقة الجميع كمبدأ عدم التناقض الذي تقوم عليه كل الرياضيات البحتة، وهو مبدأ يقوم إيماننا به على أساس عقلي وليس على أساس الشواهد والتجارب في مجال الاستقراء.

والدليل على ذلك أن درجة اعتقادنا بهذا المبدأ لا تتأثر بعدد التجارب والشواهد التي تتاطبق معها. ولنأخذ تطبيقاً حسابياً واضحاً لهذا المبدأ وهو التطبيق القائل: 2 + 2 = 4 فان اعتقادنا بصحة هذه المعادلة الحسابية البسيطة اعتقاد راسخ لا يزداد بملاحظة الشواهد، بل إننا لسنا مستعدين للاستماع إلى أي شاهد عكسي ولن نصدق لو قيل لنا إن اثنين زائداً اثنين يساوي في حالة فريدة خمسة أو ثلاثة، وهذا يعني أن اعتقادنا بتلك الحقيقة ليس مرتبطاً بالإحساس والتجربة وإلا لتأثر بهما إيجاباً وسلباً.

فإذا كنا نثق كل الثقة باعتقادنا بهذه الحقيقة على الرغم من عدم ارتباطه بالإحساس والتجربة فمن الطبيعي إن نسلم بالإمكان أن نثق أحياناً بالمعلومات العقلية التي يعتمد عليها الدليل الفلسفي.

وبكلمة أخرى: إن رفض الدليل الفلسفي لمجرد أنه يعتمد على معلومات عقلية لا ترتبط بالتجربة والاستقراء يعني رفض الدليل الرياضي أيضاً لأنه يعتمد على مبدأ عدم التناقض الذي لا يرتبط اعتقادنا فيه بالتجربة والاستقراء.

  • نموذج من الدليل الفلسفي على إثبات الصانع
يعتمد هذا الدليل على القضايا الثلاث التالية:

أولا: على البديهية القائلة: إن كل حادثة لها سبب تستمد منه وجودها. وهذا قضية يدركها الإنسان بشعوره الفطري ويؤكدها الاستقراء العلمي باستمرار (وهذا هو مبدأ السببية الذي يقره العلم التجريبي).

ثانيا: على القضية القائلة: كلما وجدت درجات متفاوتة من شيء ما بعضها أقوى واكمل من بعض فليس بالإمكان أن تكون الدرجة الأقل كمالاً والأدنى محتوى هي السبب في وجود الدرجة الأعلى (وهذا غير التراكم الذي تريد إثباته نظرية التطور، ومضمون التراكم أن يكون هناك وجودا بسيطا قد يتكون منه وجود مركب معقد بدرجات أكبر بكثير ولكن كميا فقط، ولا يوجد تراكم كيفي أو نوعي، حيث إننا في مبدأ التراكم الوجودي نتكلم عن نفس الدرجة من الوجود بمظاهر مختلفة. حينما تصل نظرية التطور إلى تفسير تكون الإدراك البشري تقع في معضلة، مضمونها: أن فاقد الشيء لا يمكن أن يكون معطيا له، وبالتالي فإن المادة التي لا تدرك لا يمكن أن تكون مصدرا للمادة المدركة، وحتى اللحظة لم تجد نظرية التطور حلا لهذه المشكلة)، فالحرارة لها درجات والمعرفة لها درجات والنور له درجات بعضها أشد واكمل من بعض فلا يمكن أن تنبثق درجة أعلى من الحرارة عن درجة أدنى منها لا يمكن أن يكتسب الإنسان معرفة كاملة باللغة الإنجليزية من شخص لا يعرف منها إلا قدرا محدوداً أو يجهلها تماماً ولا يمكن لدرجة نور ضئيلة أن تحقق درجة اكبر من النور، لان كل درجة أعلى تمثل زيادة نوعية وكيفية على الدرجة الأدنى منها وهذه الزيادة النوعية لا يمكن أن يمنحها من لا يملكها فأنت حينما تريد أن تمول مشروعاً من مالك لا يمكنك أن تمده بدرجة اكبر من رصيدك الذي تملكه.

ثالثاً: إن المادة في تطورها المستمر تتخذ أشكالا مختلفة في درجة تطورها و مدى التركيز فيها، فالجزيئ من الماء الذي لا حياة فيه ولا إحساس يمثل شكلا من أشكال الوجود للمادة، ومبدأ الحياة التي تساهم في تكوينة النبات والحيوان (البروتوبلازم) تمثل شكلاً ارفع لوجود المادة، و(الاميبا) التي تعتبر حيواناً مجهرياً داخلية واحدة تمثل شكلا من وجود المادة اكثر تطوراً، والإنسان هذا الكائن الحي الحساس المفكر يعتبر الشكل الأعلى من إشكال الوجود في هذا الكون.

وحول هذه الأشكال المختلفة من الوجود يبرز السؤال التالي: هل الفارق بين هذه الأشكال مجرد فارق كمي في عدد الجزيئات والعناصر وفي العلاقات الميكانيكية بينها أو هو فارق نوعي وكيفي يعبر عن درجات متفاوتة من الوجود ومراحل من التطور والتكامل؟ وبكلمة أخرى: هل الفارق بين الإنسان والتراب (لو رجعنا لدورة المواد الغذائية نجدها كلها ترجع للتراب، فكل شيء نأكله يرجع للتراب، الأرض تنبت والحيوانات تأكل ونحن نأكل الحيوانات أو النباتات، فبالنتيجة الدورة تنتهي عند التراب، والإنسان يرجع في النهاية أيضا إلى التراب) الذي تكون منه عددي فقط أو هو الفارق بين درجتين من الوجود ومرحلتين من التطور والتكامل كالفارق بين الضوء الضعيف والضوء الشديد؟

وقد آمن الإنسان بفطرته منذ طرح على نفسه هذا السؤال بأن هذه الأشكال درجات من الوجود ومراحل من التكامل فالحياة درجة أعلى من الوجود للمادة، وهذه الدرجة نفسها ليست حدية وإنما هي أيضاً درجات وكلما اكتسبت الحياة مضموناً جديداً عبرت عن درجة اكبر، ومن هنا كانت حياة الكائن الحساس المفكر أغني واكبر درجة من حياة النبات وهكذا.

غير أن الفكر المادي قبل اكثر من قرن من تفسير الكون القائلة: بأن العالم الخارجي يتكون من جسيمات صغيرة (الذرات) متماثلة، تؤثر عليها قوى بسيطة متشابهة (تتمثل في الإلكترونات والبروتونات)، جاذبة وطاردة ضمن قوانين عامة، أي أن علمها يقتصر على التأثير بتحريك بعضها للبعض من مكان إلى مكان وبهذا الجذب والطرد تتجمع أجزاء المركبات (بالتفاعلات الكيميائية) وتتنوع أشكال المادة.

وعلى هذا الأساس حصرت المادية الميكانيكية التطور والحركة بحركة الأجسام والجسيمات في الفضاء من مكان إلى مكان، وفسرت أشكال المادة المختلفة بأنها طرق لتجمع تلك الجسيمات وتوزعها دون أن يحدث من خلال تطور المادة شيء جديد فالمادة لا تنمو في وجودها ولا تترقى في تطورها وإنما تتجمع وتتوزع بطرق مختلفة كالعجينة بيدك حين تشكلها بأشكال مختلفة وتظل دائما هي العجينة نفسها دون جديد (وهذا مفاد فكرة التراكم في تظرية التطور الدارونية).

وهذه الفرضية أوحى بها تطور علم الميكانيك الذي كان أول العلوم الطبيعية تحررا وانطلاقا في أساليب البحث العلمي، وشجع عليها ما أحرزه هذا العلم من نجاح في اكتشاف قوانين الحركة الميكانيكة وتفسير الحركات المألوفة للأجسام الاعتيادية على أساسها بما فيها حركات الكواكب في الفضاء.

ولكن استمرار تطور العلم وامتداد أساليب البحث العملي إلى مجالات متنوعة أخرى أثبت بطلان تلك الفرضية وعجزها من ناحية عن تفسير كل الحركات المكانية تفسيرا ميكانيكيا، وقصورها من ناحية أخرى عن استيعاب كل أشكال المادة ضمن الحركة الميكانيكية للأجسام والجسيمات من مكان إلى مكان، وأكد العلم ما أدركه الإنسان بفطرته من أن تنوع أشكال المادة لا يعود إلى مجرد نقلة مكانية من مكان إلى مكان بل إلى ألوان من التطور النوعي والكيفي، وثبت من خلال التجارب العلمية أن أي تركيب عددي للجسيمات لا يمثل حياة أو إحساسا أو فكرا وهذا بجعلنا أمام تصور يختلف كل الاختلاف عن التصور الذي تقديه المادية الميكانيكية إذ نواجه في الحياة والإحساس والفكر عملية نمو حقيقية في المادة وتطور نوعي في درجات وجودها، سواءاً كان محتوى هذا التطور النوعي شيئا ماديا من درجة أعلى أو شيئا لا ماديا (مثل الفكرة أو الإدراك، فهو أمر مجرد باعتراف الملحدين الماديين أنفسهم).

هذه هي القضايا الثلاث:
  1. كل حادثة لها سبب.
  2. الأدنى لا يكون سببا لما هو أعلى منه درجة.
  3. اختلاف درجات الوجود في هذا الكون وتنوع أشكاله كيفي (نوعي) وليس كمي فقط.
وفي ضوء هذه القضايا الثلاث نعرف أنا نواجه في الأشكال النوعية المتطورة نموا حقيقيا، أي تكاملا في وجوه المادة وزيادة نوعية فيه، فمن حقنا أن نتساءل من أين جاءت هذه الزيادة؟ وكيف ظهرت هذه الإضافة الجديدة مادام أن لكل حادثة سببا كما تقدم؟

وتوجد بهذا الصدد إجابتان:
  • إحداهما: أنها جاءت من المادة نفسها فالمادة التي لا حياة فيها ولا إحساس ولا فكر أبدعت من خلال تطورها الحياة والإحساس والفكر (للمزيد من التوسع راجع كتاب "الجديد في الانتخاب الطبيعي" لريتشارد داوكنز، الفصل الحادي عشر)، أي إن الشكل الأدنى من وجود المادة كان هو السبب في وجود الشكل الأعلى درجة والأغنى محتوى.
وهذه الإجابة تتعارض مع القضية الثانية المتقدمة التي تقرر أن الشكل الأدنى درجة لا يمكن أن يكون سببا لما هو أكبر منه درجة وأغنى منه محتوى من أشكال الوجود، فافتراض أن المادة الميتة التي لا تنبض بالحياة تمنح لنفسها أو لمادة أخرى الحياة والإحساس والتفكير يشابه افتراض أن الإنسان الذي بجهل اللغة الإنجليزية يمارس تدريسها وإن درجة الضوء الباهت بإمكانها أن تعطينا ضوءا اكبر درجة كضوء الشمس وان الفقير الذي لا يملك رصيدا يمون المشاريع الرأسمالية.
  • والإجابة الثانية على السؤال: أن هذه الزيادة الجديدة التي تعبر عنها المادة من خلال تطورها جاءت من مصدر يتمتع بكل ما تحتويه تلك الزيادة الجديدة من حياة وإحساس وفكر وهو الله رب العالمين سبحانه وتعالى، وليس نمو المادة الاّ تنمية وتربية يمارسها رب العالمين بحكمته وتدبيره وربوبيته [ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ((""ثم انشأناه خلقاً آخر"")) فتبارك اللّه أحسن الخالقين] (المؤمنون 12 ـ 14).
وهذه هي الإجابة الوحيدة التي تنسجم مع القضايا الثلاث المتقدمة وتستطيع أن تعطى تفسيراً معقولا لعملية النمو والتكامل في أشكال الوجود على ساحة هذا الكون الرحيب. وإلى هذا الدليل بشير القرآن الكريم في عدد من آياته التي يخاطب بها فطرة الإنسان السليمة وعقله السوي.

[افرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون].
[أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون].
[أفرأيتم النار التي تورون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشؤن].
[ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون].
  • موقف المادية من هذا الدليل
ونشير الآن إلى موقف المادية من هذا الدليل:

إن المادية غير محرجة في مواجهة هذا الدليل، لأنها كما عرفنا نفسر الحياة والإحساس والفكر بأنها أشكال من التجميع والتوزيع للأجسام والجسيمات لا اكثر (أو بمعنى أوضح هي عبارة عن تكثف للطاقة وتجمع للجزيئات بصورة تراكمية)، فلا يحدث من خلالها شيء جديد سوى حركة الأجزاء وفقاً لقوى فيزيائية.

وأما المادية الحديثة فهي لإيمانها بالتطور النوعي والكيفي للمادة من خلال هذه الأشكال تواجه إحراجاً في هذا الدليل، غير أنها اختارت اسلوباً في تفسير هذا التطور الكيفي توفق فيه بين القضية الثانية المتقدمة ورغبتها في الاكتفاء بالمادة وحدها كتفسير لكل تطوراتها، وهذا الأسلوب هو أن المادة هي مصدر العطاء وهي التي تمون عملية التطور الكيفي ولكن لا كما يمون الفقير المشاريع الرأسمالية لكي يتعارض مع القضية الثانية المتقدمة، بل أن ذلك يتم على أساس أن كل أشكال التطور ومحتوياته موجودة في المادة منذ البدء فالدجاجة موجودة في البيضة والغاز موجود في الماء وهكذا.

أما كيف تكون المادة في وقت واحد بيضة ودجاجة أو ماءاً وغازا فتجيب المادية الجدلية على ذلك بأن هذا تناقض والتناقض هو قانون الطبيعة العام، فكل شيء يحتوي على نقيضه - ضده - في أحشائه وهو في صراع مستمر مع هذا النقيض، وبهذا الصراع بين النقيضين ينمو النقيض الداخلي حتى يبرز ويحقق تحولا في المادة، كالبيضة تنفجر في لحظة معينة ويبرز فرخ الدجاجة من داخلها، وعن هذا الطريق تتكامل المادة باستمرار لان النقيض الذي يبرز من خلال الصراع يمثل المستقبل أي خطوة إلى الأمام.

ونلاحظ على ذلك ما يلي:

إن المادية الحديثة ماذا تقصد بالضبط من أن الشيء يحتوي على نقيضه أو ضده، وعلى التحديد أي المعاني التالية هو المقصود؟
  • فهل يراد بذلك أن البيضة وفرخ الدجاجة نقيضان أو ضدان وان البيضة تصنع الفرخ وتسبغ عليه صفات الحياة أي أن الميت يلد الحي ويصنع الحياة. وهذا تماماً كالفقير الذي يمون المشاريع الرأسمالية يتعارض مع البديهية المتقدمة.
  • أو يراد بذلك أن البيضة لا تصنع الفرخ بل تبرزه بعد أن كان كامناً فيها لان كل شيء يكمن فيه نقيضه، فالبيضة حينما كانت بيضة هي في نفس الوقت فرخ دجاجة كالصورة التي تبدو من جانب بشكل ومن جانب آخر بشكل مختلف. ومن الواضح أن البيضة إذا كانت في نفس الوقت فرخ دجاجة فلا توجد هناك أي عملية نمو أو تكامل عندما تصبح البيضة دجاجة لان كل ما وجد، كان موجوداً منذ البد تماماً كالشخص يخرج نقوده من جيبه فلا يزداد بذلك ثراء لان كل ما بيده الآن من نقود كان في جيبه. فلكي تكون هناك عملية نمو وتكامل ويحدث شئ جديد حفا من خلال تحول البيضة إلى دجاجة لابد أن نقول بأن البيضة لم تكن دجاجة أو فرخ دجاجة بل كانت مشروع دجاجة أي شيئاً صالحاً لان يصبح دجاجة، وبهذا تتميز عن الحجر فقطعة الحجر لا يمكن أن تكون دجاجة وأما البيضة فبالإمكان أن تكون دجاجة ضمن شروط وظروف معينة، ومجرد أن الشيء ممكن لا يعني وقوعه فإذا أصبحت البيضة دجاجة حقاً فلا يكفي مجرد الإمكان تفسيراً لذلك.
ومن ناحية أخرى إذا كانت أشكال المادة ناتجة عن تناقضاتها الداخلية فيجب أن تفسر تنوع هذه الأشكال على أساس تنوع تلك التناقضات الداخلية فالبيضة لها تناقضاتها الخاصة التي تختلف عن تناقضات الماء ولهذا تتمخض تلك التناقضات عن دجاجة وهذه عن غاز، وهذا افتراض يبدو ميسوراً عندما تتحدث عن مرحلة متأخرة من مراحل تنوع أشكال المادة ففي المرحلة التي نواجه فيها بيضة وماء يمكننا بسهولة أن نفترض الاختلاف بينهما في تناقضاتهما الداخلية. ولكن ماذا نقول عن تنوع أشكال المادة على مستوى الجسيمات التي تشكل الوحدات الأساسية في الكون من بروتونات ونترونات والكترونات وبروتونات مضادة والكترونات مضادة وفوتونات وميزونات وكواركات؟ فهل اتخذ كل جسيم شكلا خاصاً من هذه الأشكال عن أساس تناقضاته الداخلية فكان البروتون موجوداً في أحشاء مادته ثم برز من خلال الحركة والصراع كالدجاجة مع البيضة؟.

إذا كنا نفترض ذلك فكيف تبرر تنوع الأشكال التي اتخذتها تلك الجسيمات مع أن هذا يفترض بمنطق التناقض الداخلي أن تكون تلك الجسيمات متنوعة مختلفة في تناقضاتها الداخلية أي أنها مختلفة في كيانها الداخلي ونحن نعلم أن العلم الحديث يتجه إلى الاعتقاد بوحدة كيان المادة وأن المحتوى الداخلي للمادة واحد وليست الأشكال التي تتخذها إلاّ حالات متبادلة على محتوى واحد ثابت، ولهذا كان بالإمكان أن يتحول البروتون إلى نترون وبالعكس أي أن يتغير شكل الجسيم - فضلا عن الذرة أوالجزيئ- مع وحدة المحتوى وثباته، وهذا يعني أن المحتوى واحد في الجميع وإن اختلفت الأشكال فكيف يمكن أن نفترض أن هذه الأشكال نتجت عن تناقضات داخلية مختلفة.

إن مثال البيضة والدجاجة نفسه كاف لتوضيح هذا الموقف فانه لكي تتنوع الأشكال التي تتخذها بيضات عديدة من خلال تناقضاتها الداخلية المفترضة لابد أن تكون متغايرة في تركيبها الداخلي، فبيضة الدجاجة وبيضة الطير تنتجان شكلين متغايرين وهما الدجاجة والطير. وأما إذا كانت البيضتان من نوع واحد كبيضتي دجاجة فلا يمكن أن نفترض أن تناقضاتهما الداخلية تؤدي إلى شكلين مختلفين.

وبمقتضى نظرية التطور، أتيح للدجاجة أكثر من 7000 سنة على الأقل من التاريخ المعروف، أتيح لها فترة أكبر بكثير من الفترة التي طورت فيها المواد العضوية الأولية الكثير من الحواس، فلماذا لم تطور لنفسها خاصية الطيران على مر السنين على فرض صحة ذلك؟ مع أننا نرى ثبات إنتاج الدجاج على مر القرون دون تغير إطلاقا!

وهكذا نلاحظ أن تفسير المادية الحديثة لأشكال المادة على أساس تناقضاتها الداخلية واتجاه العلم الحديث إلى التأكيد على وحدة المحتوى الداخلي للمادة يسيران في خطين متغايرين.
  • أو يراد بذلك أن البيضة نفسها تعبر عن ضدين أو نقيضين مستقلين لكل منهما وجوده الخاص أحدهما يتمثل في النطفة التي سببها في داخل البيضة اللقاح والآخر سائر ما تحتويه البيضة من مواد، وهذان الضدان وحدتهما معركة في داخل قشر البيضة ومن خلال هذا الصراع برز أحد الضدين وانتصرت النطفة فتحولت البيضة إلى دجاجة.
وهذا النوع من الصراع بين الأضداد شيء مألوف في حياة الناس وقديم في تصوراتهم الاعتيادية فضلاً عن تصوراتهم العقلية، ولكن لماذا نسمي التفاعل بين البذرة والتربة والهواء تناقضاً؟ لماذا نسمي التفاعل بين الجنين في رحم أمه وما يستمده من غذاء تناقضاً؟ أنها مجرد تسميه وليست بأفضل من أن يقال أن أحدهما يندمج في الآخر أو يتوحد فيه.

ولنفرض اننا سمينا ذلك تناقضاً، فلن تحل المشكلة بذلك ما دمنا نسلم بأن هذا التفاعل الخاص بين الضدين يؤدى إلى نتيجة اكبر إلى عملية نمو إلى شيء جديد زاد على المجموع العددي لهما فمن أين جاءت هذه الزيادة وهل جاءت من الضدين المتصارعين الفاقدين معاً لها مع أن فاقد الشيء لا يعطيه بحكم القضية لثانية من القضايا الثلاث المتقدمة.

وهل نعرف من الطبيعة مثالا يكون فيه التضاد والصراع بين الأضداد عامل تنمية حقاً؟ وكيف يساهم الضد في تنمية ضده عن طريق الصراع معه مع أن هذا الصراع يعني درجة من المقاومة والرفض، وكل مقاومة تنقص من طاقة الطرف الآخر على التحرك والنمو بدلا عن أن تساعده على ذلك. وكلنا نعرف أن السباح إذا تعرض في سباحته لأمواج مضادة من الماء فان هذا سوف يعيقه عن التحرك إلى درجة كبيرة بدلا عن أن يكون سبباً في التحرك.

وإذا كان الصراع بين الأضداد -بأي معنى كان- هو الأساس في تنمية البيضة وتطويرها إلى دجاجة فأين التنمية التي يؤديها الصراع بين الأضداد في تحول الماء إلى غاز ثم رجوعه ماء مرة أخرى؟

والطبيعة تكشف لنا باستمرار أضداداً يؤدى التحامها أو اللقاء بينها إلى دمارها معاً بدلا عن التطور والتكامل، فالبروتون الموجب الذي يشكل الحجر الأساسي في نواة الذرة ويحمل شحنة موجبة له بروتون مضاد سالب والإلكترون السالب الذي يتحرك في مدار الذرة له الكترون مضاد موجب وإذا حدث إن التقى أحد هذين الضدبن بضده تحدث عمليات إفناء ذرية تختفي معها معالم المادة من الوجود بينما تنطلق طاقات وتنتشر في الفضاء.

نخلص من كل ذلك إلى أن حركة المادة بدون تموين وإمداد من خارج لا يمكن أن تحدث تنمية حقيقية وتطوراً إلى شكل أعلى ودرجة اكثر تركيزاً فلابد لكي تنمو المادة وترتفع إلى مستويات علياً كالحياة والإحساس والتفكير من قوة تتمتع بتلك الخصائص لتستطيع أن تمنحها للمادة، وليس دور المادة في عمليات النمو هذه إلا دور الصلاحية والتهيء والإمكان دور الطفل الصالح والمتهيء لتقبل الدرس من مربيه فتبارك اللّه رب العالمين.

في المقال التالي سنتكلم عن الصفات الإلهية.

مع التحيات
ليث

هناك 15 تعليقًا:

  1. كل حادثة لها سبب.
    الأدنى لا يكون سببا لما هو أعلى منه درجة.
    اختلاف درجات الوجود في هذا الكون وتنوع أشكاله كيفي (نوعي) وليس كمي فقط.

    سوف يعترض عليك غير المؤمن ويقول لك
    يجب ان تطبق هذه المباديء ايضا على الخالق ولا تكتفي بهذا الحد وتقف.

    وهذا لايهني انني أوافقه فأ مؤمن بوجود الله ولكن بالعلم وليس بالظن ( الاستقراء)

    ردحذف
  2. عزيزي إبراهيم،

    نعم، أنا أتفق معك، فنحن سوف ننطلق في رحلة ترقي في الأسباب والمسببات حتى نصل إلى علة العلل، والعلة التامة، وواجب الوجود، بأي تعبير أحببت. ولكن الإشكال الذي يقع فيه غير المؤمن باعتراضه هذا، بطلان التسلسل، فالتسلسل ممتنع عقلا، التالي (التسلسل) بالطل فالمقدم (الاعتراض) مثله..

    أنا أرى بأن هذا الاعتراض هو من أبسط الاعتراضات، وهو اعتراض ساذج من قبل الملحدين المعاصرين بسبب إفلاسهم الفكري. إن نظرية التطور بالانتخاب الطبيعي تطرح تساؤلا كبيرا جدا، من أين جاءت المعلومات الإضافية في الأنواع الأرقى المنحدرة من أنواع أضعف بحسب وصف النظرية؟

    وهذا هو نفسه معنى أن الترقي في هذا العالم درجاته كيفية وليست كمية، وبالتالي فإنهم يواجهون هذا الإشكال بصورة أعمق بسبب أنهم لا يستندون إلى مصدر للمعلومات كما الحال معنا، ولازم ذلك إنكار التصميم الذكي أيضا للحفاظ على مقدماتهم سليمة.

    نعم، نحن نعلم كلنا بوجود الله ونؤمن بذلك إيمانا عميقا، وكلا الطريقين صحيح، الاستقراء، والاستدلال المنطقي، فكلاهما ينتج نوعا من اليقين، يرجى مراجعة تعليقنا على موضوع الدليل العملي لإثبات الصانع..

    تحياتي
    ليث

    ردحذف
  3. أخي ليث
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الفرق بين العلم Knowledge والظن Belief
    السؤال : هل سيتبع هذه الليلة صباح ؟
    مثال : إذا سألت إنسان : هل سيتبع هذه الليلة صباح ؟
    فسوف يجيب بنعم ، لكن لن نتأكد حتى يصل الصباح .
    فإذا كان من المستحيل أن نتأكد حتى يصل الصباح ، فلماذا كانت الإجابة نعم ! أو ما الذي دفعك للإجابة بنعم ؟
    الإجابة : لأنه كما تعودنا أو ألفنا أن الليالي السابقة تبعها صباح
    هناك أكثر من وسيلة للظن لماذا ؟ لأن الظن مفتقر ومفلس أي يحتاج للدعم فأنا أسألك هل هذه الليلة سيتبعها نهار أم لا ؟ فتقول لي نعم فأسألك لماذا ؟ فتقول لي أن الليلة الماضية تبعها نهار ولأن كلامك غير كافي فتقول لي أيضا حتى الليلة التي قبلها تبعها نهار ثم تقول لي السنة الماضية كلها تبعها نهار فلأن الظن ضعيف يشعر بالحاجة فأنت تزيد في الأشياء فلأنك تشعر بأن كلامك غير كافي فتشعر بحاجتك للإضافات أي بمعنى أن الاضافة يمكن تساعدنا بأن نعلم
    فهل هناك أكثر من برهان وهل هناك أكثر من وسيلة واحدة لكي نعلم ما إذا هل سيتبع هذه الليلة صباح أم لا باستثناء أن ننتظر إلى الغد ؟ الإجابة كلها ستكون ظن.
    إذا ليس هنالك وسيلة للعلم إلا واحدة فهذا اسمه برهان والأخرى أدلة والأدلة مهما كثرت تؤدي إلى الظن فقط والبرهان يؤدي إلى العلم وليس هناك في مسألة ما أكثر من برهان واحد

    السؤال : "هل الله موجود أم لا ؟"
    الإجابة السليمة والمنطقية ، إذا كان لديك فقط الظن هي " لا أعلم"
    ان الاستدلال على وجود الله بجانب من جوانب الحياة مثل الأكسجين والشمس والقمر وإلى ما هنالك, يمكن أن يرد عليه آخر باستدلالات أخرى تنفي وجوده ، كقول أنظر إلى الزلازل والفيروسات و الأمراض و البكتريا و ما إلى ذلك فعلى هذا الأساس ليس هناك إله . إن ذكر أدلة لتأييد صحة عبارة ما لا يكفي لبلوغ العلم ، ليس فقط لوجود أدلة مضادة ، بل حتى وإن لم تكن هناك أية أدلة مضادة ، فمن الممكن أن تكون هناك أدلة مضادة لم تخطر على البال بعد ، أو أنها ستظهر في المستقبل.
    لنفترض مثلا أن العالم الآن لا يحتوي على زلازل ولا على أي مشكلة ، فهل هذا يكفي لإثبات وجود الله ؟ طبعا لا ، لأنه من الممكن للزلازل أن تبدأ غدا ، فلا الاستقراء يعيننا على العلم ، ولا ذكر شيء آخر لا علاقة له بالسؤال.

    فماذا يحدث في الإستقراء : ينظرون إلى تجارب الماضي فيجدونها تتسم بسمات معينة ، فيعممونها على تجارب المستقبل بينما تجارب المستقبل لا نعلم ما إذا ستكون نفس النمط أم لا. فالتعميم هذا هو قفزة غير قائمة على برهان أي قفزة احتمالية أو ظنية.

    ردحذف
  4. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  5. عزيزي إبراهيم،

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

    بالنسبة لتعليقكم الثاني، سوف أقوم بتأجيل بحثه في إيميلات خاصة حتى تنضج الفكرة تماما كما تفضلتم، وأما بالنسبة لتعليقكم الأول:

    قضية الإستقراء من أعقد القضايا التي تناولها العقل البشري بالبحث والتنظير، ولهذا فهي لا تزال غير مستوفاة بصورة كاملة، ولا تزال الكثير من معالمها غامضة إلى حد ما.

    أنا أتفق تماما مع ما جاء في تعليقكم، وهذا تحديدا هو يقر به المنهج التجريبي في المعرفة، وتحديدا الإتجاه الترجيحي من اتجاهات المذهب التجريبي.

    ولابد من تحرير محل النزاع حتى تتضل أصول المشكلة، فأصول المشكلة إنما تمتد إلى مبدأ السببية بصورة رئيسية، فإننا إن افترضنا عدم وجود مبرر مسبق لرفض مبدأ السببية بمنحاه العقلي، أي مبدأ العلاقة السسبية بمعنى الضرورة المفهومية، لا السببية بمعنى القانون السببي الذي يتبناه المذهب التجريبي.

    مبدأ السببية بمعناه العقلي هو: علاقة ضرورة مفهومية بين مقدمات معينة ونتيجة تنتج عن تلك المقدمات.

    القانون السببي في المذهب التجريبي هو: علاقة اطراد بين حدثين دون وجود ضرورة بينهما.

    مبدأ السببية بمنحاه العقلي يثبت وجود علاقة ضرورة بين مفهومين، فمثالك بالنسبة للنهار، إذا أخذناه بالمعنى التجريبي أي بمعنى الاطراد لا أكثر، فبالتأكيد إننا لن نستطيع تنمية الاحتمال حتى نصل به إلى مستوى اليقين الموضوعي، بل سيبقى الاحتمال غير مرجح، أما لو أخذناه بالمعنى العقلي أي علاقة الضرورة بين مفهومين، فإننا نجد بأن هناك محورين في علمنا بالليل والنهار، أحدهما هو تعاقب الليل والنهار بالضرورة، والثاني هو عدم حدوث هذا التعاقب، وينقسم الاحتمال بينهما بالتساوي إذ أنهما يكونان مجموعة كاملة، ثم يأتي دور تنمية الاحتما، فإننا نجد من خلال مجموعة من الأحداث التي تم استقراؤها، بأن الليل والنهار يتعاقبان بصورة مطردة، فلا مبرر لرفض هذا الاطراد، خصوصا إذا جاء العلم بدوران الأرض حول الشمس وأن الليل والنهار من نتائجه الطبيعية، وقوانين الفيزياء التي تؤكد وتتنبأ بدقة متناهية بما سيحدث في هذا الدوران ومساره وما يتعلق به من تغيرات، ولهذا فإن العلم الأول أي العلم بضرورة الاطراد سوف تزداد تدريجيا بكثرة المؤيدات، ولما كان هناك مبرر لهذا الاطراد وهو علاقة السببية المفهومية، فإن التعاقب سوف يصل إلى مرحلة يفني فيها الطرف الآخر وهو احتمال عدم التعاقب وبالتالي يتولد اليقين الموضوعي بتعاقب الليل والنهار.

    إن هذا تطبيق بسيط. أرجع الآن إلى النزعة الترجيحية في المذهب التجريبي في المعرفة، حيث إنك قمت بوصفه في اعتراضك على الاستقراء، وقد ثبت في محله بأن هذا المنحى في تفسير الاستقراء لا يؤدي إلى رفع احتمال أي طرف من أطراف العلم بالقضية، وبالتالي فإنه يؤدي إلى عدم ترجيح أي طرف منهما.

    ومن النتائج الخطيرة التي يؤدي لها هذا المذهب هو: أننا لن نستطيع البرهنة على أي قضية تجريبية بحكم أن كل أطرافها ستبقى تراوح في مكانها بدون التمكن من رفع قيمة احتمال أي منها وبالتالي التوصل به إلى اليقين، وحتى إن تجاوزنا وافترضنا أننا سوف نستطيع، فإننا لن نستطيع الجزم بصحة النتائج، فتبقى تحمل الخطأ معها أينما ذهبت.

    المشكلة الرئيسية التي تتكون عندما نفترض أن احتمال الخطأ دائما حاضر، هو مغالطة نقع فيها، فإننا نحكم على القضية التجريبية بالصحة، بل نجعلها من المسلمات عند تطبيقها، مثلا تطبيقات علم الوراثة، التي تؤدي إلى نتائج ناجحة بنسب تصل إلى مئة في المئة أحيانا، أو مثلا عمليات مطابقة الحمض النووي لشخصين لاكتشاف صلة القرابة بينهما، فإنها تصدق بهامش خطأ لا يذكر، وهذا تناقض مع ما فرضناه من أن احتمال الخطأ وارد دائما.

    وهنا يأتي دور المذهب الذاتي في نظرية المعرفة ليفسر هذه العملية، حيث يجعل قيمة المعرفة الاستقرائية القائمة على الاحتمال يقينية لا مجرد ترجيحية، ويبرهن على ذلك بصورة لا يبقى مجال للشك فيها.

    للتوسع: يرجى مراجعة صفحة المذهب الذاتي في نظرية المعرفة في المدونة، وللتوسع أكثر: يرجى مراجعة كتاب الأسس المنطقية للاستقراء للمفكر محمد باقر الصدر.

    ردحذف
  6. أرجع لأعلق على بعض ما ورد في تعليقكم الكريم:

    * الفرق بين العلم Knowledge والظن Belief

    Belief تعني اعتقاد وإيمان ولا تأتي بمعنى "ظن" بأي حال من الأحوال.

    * إذا كان لديك فقط الظن هي " لا أعلم"

    ليس الأمر صحيحا، فما عرّفته هو الشك وليس الظن، الظن هو أنك ترجح طرفا على طرف آخر بقيمة احتمالية ليست عالية بشكل كافي لتكون يقينا. أما الشك فهو عدم علمك بصدق القضية من عدمها، فبالتالي فإنك تقول: لا أعلم.

    * فالتعميم هذا هو قفزة غير قائمة على برهان أي قفزة احتمالية أو ظنية.

    كلامك سليم، هذه القفزة من الخاص إلى العام تستبطن مصادرة لا يمكن الاستدلال عليها، ولكن يمكن الاستدلال على عدم خطئها، حيث إننا نستطيع وضع شروط ونثبت بأن هذه المصادرة في ضمن هذه الشروط صحيحة يقينا، وبالتالي فإننا نجد موردا لتطبيقها بصورة صحيحة ويتم عندنا بأن هذه القفزة تنتج اليقين الموضوعي، لا أنها تقتصر على الاحتمال والظن.

    تحياتي
    ليث

    ردحذف
  7. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  8. السلام عليكم
    الاخ ليث
    ارجوا منك ارسال نسخة من ردود ابراهيم المخفية لاهتمامي بالموضوع
    وشكرا
    صالح

    ردحذف
  9. أخي العزيز صالح، أرجو منكم إعطائي عنوانا لكم حتى يتسنى لي إرسال نسخة من الحوار الذي دار بيني وبين إبراهيم..

    ردحذف
  10. السلام عليكم اخ ليث هل انت موجود

    ردحذف
  11. وعليكم السلام ورحمة الله، نعم أخي العزيز موجود

    ردحذف
  12. سلام أخي ليث بارك الله فيك على المقال ..... لكن ما أحب أن تساعدني فيه، إن تكرمت لنا بالمرج الذي فيه تقسيم الأدلة (الرياضية، العقلية، العلمية)

    ردحذف
    الردود
    1. عليكم السلام ورحمة الله
      يوجد كتابين أساسيين هما:
      ١. كتاب فلسفتنا للمفكر محمد باقر الصدر
      ٢. كتاب الأسس المنطقية للاستقراء أيضا للمفكر محمد باقر الصدر

      تحياتي

      حذف
  13. السلام عليكم أخي ليث، بارك الله فيك على هذا الموضوع.
    أريد التواصل معك لو سمحت

    ردحذف
    الردود
    1. عليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
      أعتذر جدا عن التأخر في الرد على جنابكم، لقد مررت بوضع صحي لم يسمح لي بمتابعة المدونة.
      تستطيع التواصل معي عبر بريدي الإلكتروني: laith34d@gmail.com، مع التحيات

      حذف